خيال طفل واسع
في أحد الأيام كان سامي في المدرسة البالغ من العمر 12 سنة ، وطلبت مدرسته من الطلاب أن يكتبوا موضوع إنشاء عن أي موضوع يريدونه فتردد سامي ماذا سيكتب وأخيرا خطرت له فكرة أن يكتب قصة عنه من تأليفه ، وبعد أن أنهوا الكتابة طلبت مدرستهم ندى أن تأخذ منهم دفاتر التعبير وتصحح لهم دفاترهم في بيتها وفي البيت من بين الدفاتر التي كانت تقرئها قرأت تعبير سامي الذي كتب فيها :-
أنت تعرفين حالي في المدرسة ولكن لا تعرفين ما هو حالي في البيت وكيف أعيش ، إني أعيش مع أمي كل يوم في حالة رعب وبؤس ، أمي تزوجت من أب شرير وأنجبت أولاد أشرار أخي الأكبر أسمه القرصان شكيب وأختي الكبرى أسمها الساحرة ريم وأبي المتوحش جميل وله كرش كبير عندما يأكلون هو و إخوتي لا يغسلون أيديهم وفوق ذلك أبي أظافره طويلة ويأكلون بشراهة ولا يدعونا نأكل أنا وأمي إلاّ بعد أن يشبعوا من الطعام ويتركوا لنا المتبقي منه ملطخة ً بلعابهم السائلة من فمهم الجائع الذي لا يعرف الشبع ، وبعد أن ننتهي من طعامنا تجعلني أختي الساحرة أن أجلي الصحون و تجعل أمي تنظف أرض البيت دون أن تعارض أوامرها ، وبعدها تجعلني أحمل أكياس الزبالة الكبيرة ثلاث أكياس في يدي اليمنى وثلاث أكياس في يدي اليسرى ، وإن لم أفعل كما تريد الساحرة أختي فسوف تعاقبني ، وفي أثناء نومي تأتي أختي وتخيفني وتقول لي من أجمل أنا أم أمك فأقول بخوف أنت رغم أن وجهها قبيح جدا ومرعب ، فتقول بصوتها المخيف أنت كاذب أمي أجمل مني أليس كذلك فأقول بخوف لا بل أنت الأجمل ، ثم تقول هل أنت خائف مني فأقول لا ثم غضبت فقلت لا نعم نعم.
وفجأة سمعت ندى صوت الرعد ورأت البرق في نفس الوقت وكان الوقت ليلا ومن قوة صوت الرعد فتحت النافذة وسقطت المطر بغزارة ودخلت عبر النافذة .
أغلقت ندى النافذة وهي تفكر في ذلك الولد التي تحسبه مسكين الذي يسمى سامي ، إن ندى تبلغ 30 من العمر ودخلت في مرحلة العنوسة وهي جميلة ولم تتزوج ولم تنجب أولاد ، وهي حالياً لم تفكر بالزواج بل تريد شيئاً أخر ، إن ندى تعيش مع أمها في البيت وفي ذلك الوقت كانت أمها تجلس في الصالون تنظر التلفاز وأتت إليها إبنتها ندى وقالت لها سوف أتكلم معك في موضوع حساس ، فقالت لها أمها أهو الزواج ؟ قالت لا بل أريد أن أتبنى طفلا أدرسه في المدرسة ؟ فردت عليها أمها هل جننت عندما تتزوجين تنجبين أطفالا كما شئت ، قالت لا هذا الولد يعيش في ظروف صعبة في البيت مع أمه وأريد أن أساعده وأبعده عن أمه لأنها لا تستطيع أن تعتني به جيداً ، فقالت لها أمها إفعلي ما شئت ففي النهاية أتمنى سعادتك .
في اليوم التالي طلبت ندى بعد نهاية الدوام من سامي أن تأتي أمه اليوم في الخامسة مساءً إلى بيتها وأعطته عنوانها ، وعندما قال سامي هذا الكلام لأمه جن جنونها وقالت له في غضب لابد أنك ضعف في كثير من المواد ومشاغب أيضاً ، فقال لها سامي لا يا أمي أنا لست بمشاغب فلو كنت كذلك لطلبتك منذ زمن ، أما المواد فأنا لست ضعيف فيها فلو كنت كذلك لكانت علاماتي سيئة جدا ، فقالت له أمه إذا ماذا هناك ، فقال لها سامي لا أدري ، فقالت له أمه سوف آخذك معي حتى أرى ملامح وجهك عندما تقول لي الحقيقة .
وفي الخامسة مساءً ذهبت مع إبنها إلى بيت مدرسته ندى فدقت جرس الباب وسلمت عليهم ندى وطلبت المعلمة من سامي أن يذهب ويلعب في الحديقة فذهب وأمه إستغربت وبان ذلك في ملامح وجهها ، فقالت ندى لـ فدوى تفضلي بالجلوس ، وعندما جلسوا قالت فدوى في تلبك هل إبني سامي علاماته سيئة قالت ندى وهي مبتسمة ، لا على العكس تماماً لقد كانت علاماته ممتازة وهو أذكى واحد في المدرسة وربما يصبح عالما ، قالت فدوى إذا هو مشاغب ، قالت ندى لا فهو مؤدب ولطيف جداً ، قالت فدوى إذا ما هو المشكلة لماذا أنا هنا ، فقالت ندى إن منزلي واسع وجميل أليس كذلك ، قالت فدوى نعم ولكن لماذا أنا هنا الآن ، قالت ندى حسنا سأقول لك ولكني محرجة لأن الموضوع حساس جداً ، فقالت فدوى قولي لقد أقلقتيني هل سامي حصل له شيء ؟ قالت ندى لا ولكنني سوف أربيه في هذا البيت الجميل الواسع ، قالت فدوى وقد شحب وجهها من هذا الكلام ، لماذا ماذا أفعل أنا فأنا أمه ، قالت ندى نعم ولكن أنتم تمرون في ظروف سيئة وقاسية لذلك سوف أربيه حتى تتوفر له ظروف الدراسة لأنك لا تستطيعين ذلك ، قالت فدوى ماذا أنا أستطيع أن أربيه أحسن منك أنا أمه أنت جئت بي إلى هنا حتى تخطفيه مني أنا ذاهبة ، وبعد أن خرجت أخذت سامي من الحديقة وأخذته إلى البيت .
وفي البيت قالت لزوجها القصة بكاملها وقال ماذا تريد أن تربي سامي هاهاهاها ، وقالت له الحمد لله الذي حصلت هذه القصة فمن خلالها إكتشفت أن إبني سامي ممتاز في المدرسة وربما سيصبح عالم ، فقال جميل في إستغراب واستهزاء ممتاز في المدرسة وسيسبح عالم هاهاهاها ، ولماذا تضحك فإذا كان سامي ذكي فلا تستغرب أنه سيصبح عالماً ، فقال جميل في إستغراب عالم هذه كبيرة جدا ، عالم ، قالت فدوى المهم ماذا سنفعل في مشكلة سامي ، قال نمنعه من الذهاب إلى تلك المدرسة